عند ذلك البئر التقينا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قَابَلَتْه عِنْد الْبِئْر لِأَوَّل مَرَّة أُرَاه هُنَا أَظُنُّه غَرِيْب عَن دِيَارِنَا

نَظَرْت إِلَيْه وَجَدَتْه يَشْكُو مِن شِدَّة الْعَطَش

أَشْرَبَتْه مَاء مِن قِرْبَتَي

رَأَيْت الْعَطَش يَزْدَاد

مَا زَال عَلَى عِلَّتِه

سَأَلْتُه هَل اِرْتَوَيْت ؟

أَجَابَنِي بَاسِمَا الْمَاء يَرْوِي الْعَطْشَان وَلَكِن مَن يَرْوِي الْقَلْب مِن لِذَّة مَنَظِّر الْعَيْنَيْن

لَم افْهَم مَا يَقُوْل وَلَكِنَّه شُعُوْر غَرِيْب تَرَكْتُه وَذَهِبْت

فِي تِلْك الْلَّيْلَة لَم انِم كُلَّمَا نَظَرَت إِلَى الْسَّمَاء وَالْنُّجُوْم الْمُتَلَأْلِئَة

أَتَذَكَّر دَعَج عَيْنَاه الْمُتَلألِئَتَان ... مِن الْعَطَش !

ضَحِكَت مِن تِلْك الْكَلِمَات وَذَلِك الْمَوْقِف

وَدَغْدَغَت وِسَادَتِي بِأَنْفِي وَنِمَت مِن بَعْدِهَا

ذَهِبَت إِلَى الْبِئْر لَعَلِّي أَلْقَاه

لَا اعْلَم مَاذَا أُرِيْد مِنْه وَلَكِنَّنِي مُتَشَوِّقَة لِرُؤْيَتِه

الْشَّمْس سَاطِعَة .. الْعَصَافِيْر تُغَرِّد .. الْعُشْب يُنْعِش بِاخْضَرَّاره

خَطَوَاتِي تُسابق مَمْشَاي وَالْفُضُول يَبْحَث عَن الْحَقِيقَة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

رَايَتَه هُنَاك وَاقِف عِنْد ذَلِك الْبِئْر وَكَأَنَّه كَان يَنْتَظِرُنِي

ابْتَسَم إِلَي تَغَافَلْت عَن نَظْرِتَه وَرَمَيْت بِدَلْو الْمَاء إِلَى قَاع الْبِئْر وَسَحِبَتُ الْحَبْل

امْسِك بِيَدِي وَقَام بِسُحُب الْحَبْل مَعِي بِقَبْضَتِه

فَزِعْت وَأَبْعَدْت يَدَأْي .. انْفَلَت الْحَبْل مَنَنَّا وَارْتَطَم الْدَّلْو بِالْجِدَار وَسَقَط فِي الْبِئْر

وَانْتَشَرَت بَعْض مِن قَطَرَات مَائِه عَلَى وَجْهِي

شَعَرْت بِالْارْتِبَاك وَاحْمَرَّت وَجْنَتَاي

قَال لِي مُتَأَسِّفا كُنْت أُحَاوِل مُسَاعَدَتِك لِرَفْع الْدَّلْو الْممُلئ بِالْمَاء فَرُبَّمَا كَان ثَقِيْلا عَلَيْك

لَم أَبُح بِأَي كَلِمَة .. وَالْصَّمْت حَل بَيْنَنَا

............................ وَالْصَّمْت حَل بَيْنَنَا

................................... وَالْصَّمْت حَل بَيْنَنَا

عَاد وَسَحْب الْحَبْل مُجَدَّدَا وَرَفَع الْدَّلْو وَسَكَب مَا فِيْه

مِن مَاء بِدَاخِل قِرْبَتَي وَانْتشِلَهَا مَن الْأَرْض

وَانْتَشَلْت أَحَاسِيْس مَشَاعِرَي مِن جَوْف قَلْبِي

وَأَعْطَانِي قِرْبَة الْمَاء

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أَخَذْتُهَا وَرَكَضَت إِلَى دَارِي

الْقَلْب يَنْبِض بِسُرْعَة .. الأَيَادِي تَرْجُف ..

الْأَنْفَاس تَتَصَاعَد .. الْعَرَق يَتَصَبَّب ..

مَاذَا أَصَاب الْكَوْن ؟!

اخْتَلَفَت مَوَازِيْنِي

صَوَّرْتُه أَمَام عَيْنَي لَم تُفَارِق مُخَيِّلَتِي

تَحَسَّسْت يَدَأْي وأَخَجِلت مَشَاعِرِي

جَسَدِي يَرْتَعِش ..

الْقَشْعَرَيْرَة تُلَاحِقُنِي ..

آَه كَم كَان لَطِيْف .. وَكَم كُنْت جَافَّة ..

مَرَّت الْأَيَّام وَأَنَا حَابِسَة نَفْسِي بَيْن جُدْرَان صَمَّاء أُرَاقِب الْسَّمَاء مِن نَافِذَتِي

انْتَشَلْت الْحِصَار وَذَهَبَت إِلَى الْبُحَيْرَة أُشَاهِد الْأَسْمَاك الْمُلَوَّنَة الْجَمِيْلَة

تَذَكَّرْت طَيْفُه

طَوِيْل الْقَامَة ..

فَارِس شُجَاع ..

فِي وَجْهِه الْنُّوْر ..

لِعَيْنَاه نَظَرَات ثَاقِبَة ..

شُمُوْخ انِفِه الْحَاد ..

خُصْلات شَعْرِه عَلَى جَبِيْنِه ..

كَأَنَّه قَنَّاص يُتْقِن الْرِّمَايَة

عَجِيْب نُزُوْلُه مِن عَلَى الْخَيْل لَم يَكُن عَادِي

غَرْزَه لِلْرَّمْح بِسُهُوْلَة عَلَى الْأَرْض

عَلَاقَتَه بِخَيْلِه يَمْتَطِيْهَا وَيُرَكِّبُهَا بِبَرَاعَة

مُتَكَيِّف مَعَهَا بِذَكَاء وَحَنَّكَه

أَيْن أَنْت أَيُّهَا الْعَطْشَان ؟!

وَمِن تِكُوُن يَا تُرَى ؟!

رَبِطَت قِرْبَة الْمَاء عَلَى عُنُقِي وَذَهَبَت إِلَى ذَلِك الْبِئْر

وَفِي طَرِيْقِي كُنْت أَتَسَائَل هَل سَأَرَاه ؟

هَل سَيَكُوْن هُنَاك ؟

عَجَبا كَيْف ظَهَر لِي ذَلِك الْيَوْم ؟!

رُّبَمَا كَان سَاحِر

نَعَم سَاحِر !!

سَاحِرٌ لَطِيْفٌ سَحَرَنِي بِجَمَالِه

طَيْفُه جَمِيْل يُلَاحِقُنِي أَيْنَمَا كُنْت

وَصِلَت إِلَى حَيْث الْتَقَيْنَا سَابِقَا

لَم أَجِدْه حَزِنْت قَلِيْلا فَشَوْقِي لَه كَبِيْر

أُعْجِبَت بِه وَأَحْبَبْتُه مِن نَظْرَة واحِدة

كَم كَان جَمِيْلَا

كَم كَان لَطِيْفا

كَم كَان شَهْمَا

كَم كَانَت لِسَانِه تَحْكِي أَقْوَالِا كَالْعَسَل

لأَحرُفَه مَخَارِجٌ كَالَّشَّهْد

وَأَنَا ارْفَع دَلْو الْمَاء رَأَيْت شَيئاً غَريباً..

مَاذَا رَأيْت !

رِمْحَهُ مُنْغَرِس فَي الْتُرَاب أَمْسَكْتُه

وَجَدتُ عَلَيْه رَبْطَة قِماشٍ فَتَحْتُهَا وَإِذَا بِمِرْسَال قَرَأْت مَا فِيْه

دَمَعَت عَينَأي حُبّا وَشَوْقَا لَه وَفَرْحَة بِتِلْك الْمُصَادَفَة

أَيُعْقَل أَن يَكُوْن قَد أَحَبَّنِي !

يَا لَي مِن جَرْدَاء الْحَظ رَحَل بِالْأَمْس

هَل انْتَظِرْنِي كُل تِلْك الْفَتْرَة

آَه كَان يَتَمَنَّى رُؤْيَتِي يَقُوْل كُل يَوْم لَعَلِّي أُقابلِك

لَم يَتَجَرَّع الْنَوْم فِي تِلْك الْلَّيَالِي

رباااه ... آَه

كَان يَتَسَلَّى بِطَيْفِي مَع الْنُّجُوْم

وَفِي نِهَايَة الْمِرْسَال ضَحِكَت بِشِدَّة لِمَا جَاء فِيْهَا

فَقَد أَسْمَانِي ( جِنِّيَّة الْبِئْر الْحَسْنَاء )

تَذَكَّرْت كَم انْزَعِجَت مِن طَيْفُه يَأْتِيْنِي فِي يَقْظَتِي وَيَقْضْنِي مَن مَنَامِي

لَم يُفَارِقْنِي أَبَدا وَلِذَا أَسْمَيْتُه حِيْنَهَا بـ ( الْسَّاحِر اللَّطِيْف )

رَبِطَت قِرْبَتَي عَلَى رُمْحِه وَتَرَاجَعَت خَطْوَتَان إلَى الْبِئْر

وَصَرَخْت مُعْلِنَتِهَا لِلْتَّارِيْخ

اشْهَد يَا بِئْر بِأَنَّك فِي يَوْم مَا

حَضَنَت مَشَاعِر حُب لِــ سَاحِر عَشْق جِنِّيَّة

توبيك جامد تسلمي اختي الغاليه

دام تألقك

ميرسى محمد

اسعدنى مرورك

طرح جميل يا انجل وتوبيك اجمل

حقيقى تسلمى يابنتى ع التميز

الجميل ده وطرحك الاروع

ميرسى كتير يانور على ذوقك دا

وتسلمى كتير على مرورك الجميل